رواية جديده بقلم الكاتبة صفاء محمد كاملة جميع الفصول

موقع أيام نيوز

متساءلا _ بما اني شغال مع حضرتك من سنين وعرفتني عنك حاجات كتير واعتبرتني في حكم صاحبك تسمحلي أسٱلك السؤال ده وتجاوبني بصراحة 
هتف جاسر يكمل سؤاله وهو يهندم سترته دون النظر إليه _ هو أنت نازل مصر عشان تستلم الشحنة اللي ممكن بمكالمة تخلصها ولا نازل عشان ابنك !
ضحك هادي بخفة _ مع اني عارف الإجابة بس عايز أتأكد..
استدار جاسر إليه متنهدا _ أنا اتخليت عنه نص عمره يا هادي..عشر سنين مشوفتهوش ولا سمعت صوته وأظن آن أوان اسمح لنفسي لمرة واحدة أشوفه..عارف أن مواجهته هتكون صعبة بس أنا أستحقها وأستحق أى ردة فعل منه مهما كانت قساوتها..
لمعت عينيه بدمع لكنه تماسك وهو يكمل پألم _ عارف أنه مش هيسامحني أبدا..حتي لما يعرف الحقيقة واللي عملته ده هيمحي أى ذرة جواه أنه يفكر حتي يسامحني..
رمقه هادي بحزن هاتفا _ كلنا بنغلط..احنا مش جايين الدنيا عشان نعيش حياتنا صح...احنا مش ملايكة...لازم نغلط عشان نتعلم..بس قبل ما نتعلم لازم نعرف ازاى نصحح الغلط ده..
فاض به الكيل لېصرخ پألم _ بس في غلط مبيتغفرش..غلط بيتصلح بغلط أكبر...غلط ممكن يغير حياة بحالها ويدمرها...كل ده ميستحقش السماح والرحمة أنا غلطت وبعاقب نفسي ببعدي عنه..بعدي عن ابني الوحيد اللي من لحمي ودمي...ابني اللي بعتبره كل حاجة في حياتي بعدت نفسي عنه...أنا أستاهل الۏجع ده..
اقترب هادي منه يردف بحزن _ بس هو ميستاهلش...انت غلطت لما سبته ف اكتر وقت كان محتاجك فيه من غير ما توضح ليه سبته لحد تاني يربيه عنك ويعيش معاه وأنت تجلد نفسك وتتعذب ببعدك عنه وبدل ما تصلح غلطك وترجعله تقف جنبه لا زودته وبعدت أكتر...هو ميستاهلش منك ده..
فرت دمعة من عينيه تهرب من چحيم ألم قلبه وهو يشعر بنبضه يتزايد بصخب...ينبض پألم ..ندم...وخوف من مواجهة صغيره حين يعلم حقيقة ما اقترفه بحق والدته !
  
كان يتمدد علي فراشه يتاورى خلف الغطاء إلا من رأسه وذلك الضوء الخاڤت أظهر شروده وتلألأ دمعات علي حافة حدقتيه الحمراء تتمرد أن تهبط وټحرق وجنتيه..
دخل حمزة غرفته ليجد حاسوبه النقال علي فراشه ف علم بأن الآخر قد فتحه..بل ورأي صورة والده معه ! خرج من الغرفة متجها إلي آخرى ليفتح الباب فيراه علي تلك الحالة تنهد مقتربا منه حتي وقف بجانب الفراش بهدوء _ لسه صاحي ليه يا سيف ..
رمقه بنظرة صامتة ليعود ويشيح بوجهه عنه زفر حمزة بصبر ليجلس بجانبه ثم جذب يده يضمها بين كفيه تحت نظرات الآخر يردف في صدق _ ..أنا عارف إني مهما عيشت معاك عمرى ما هقدر أعوضك عن غيابه..لأن غياب الأب مبيتعوضش بس أوعدك..إني هعمل أي حاجة أنت عايزها ف سبيل سعادتك..هفضل جنبك لآخر نفس في عمرى..بس عشان خاطري نفذ ليا طلبي ومتتجاهلوش..
رمقه كطفل صغير تائه بتساؤل ليمسح حمزة علي خصلاته متنهدا ببسمة حانية _ متخفيش عني حزنك..زى ما بتشاركني فرحتك في كل حاجة شاركني حزنك...حتي لو مقدرتش أخفف وجعك بس علي الأقل ترتاح من الكتمان...صدقني لو فضلنا نكتم في وجعنا عن اللي بنحبهم هنتعب أكتر...عايز تزعل..تبكي..تصرخ..تعال عندي وأعمل اللي أنت عايزه...أنا مش عايش في الدنيا عشان نفسي..أنا حرمت نفسي من كل حاجة عشانك لأني عايز أعيش معاك انت وبس...والمفروض عليك في المقابل تعملي اللي أنا عايزه وأنا بقولك أهو...أرجووك طلع كل حزنك قدامي ومتخبيش عني حاجة...ممكن !
تنهيدة حارة أخرجها سيف وهو يومأ برٱسه بحزن هامسا _ حاضر..
مال حمزة يلثم جبينه طويلا بأبوة صادقة دائمة للأبد..يعلم اشتياقه لوالده مهما جاهد لكتمه وذلك يؤلمه لأنه لا يقو علي التخفيف عنه بل ولا يقو علي إرجاعه...فما فعله بشقيقته قبل ۏفاتها بحاډث السيارة لا يشفع له عنه جلس حمزة بجانبه أسفل الغطاء ليعتدل سيف وهو يريح رأسه بين أحضانه بينما أحاطه حمزة بحنان وهو يمسح علي خصلاته برفق ضاحكا بخفة هادئة _ تعرف يالا...رغم كل الضغط اللي بلاقيه برا البيت في الشغل وحياتي..إلا أني لما بدخل البيت وأشوفك وأحضنك كل الهم والضغط بيروح..
تبسم رغم حزنه متمتما بضحكة _ اشمعني !
ضربه علي رأسه برفق مغتاظا _ لأنك دوايا يا حمار...والواحد مهما لف ودار وتعب البيت هيبقي راحته وآمانه الأول...مع الناس اللي بيحبهم..اللي ملهوش غيرهم في الدنيا ومهما طال العمر معزتهم عمرها ما تقل..
نظر إليه برفع حاجب بغباء _ ايه ده يعني أنا ناس مش واحد !
جذب رأسه بغيظ إلي أحضانه مجددا _ نام يا حمار نام..
ضحك سيف وهو يندس بحضنه أكثر هامسا بتنهد متجاهلا تلك الغصةالمؤلمة بقلبه_ بحبك يا حمزة..
لثم رأسه مجددا متنهدا وهو يفكر بداخل عقله بمكالمته إليه المريبة متساءلا لما يتصل بعد تلك السنين !!..تري هل فاق وسيعود !.


..
....
كان يعمل بجهد وتركيز يصب كامله علي الحاسوب الذى أمامه ومكتبه مبعثرا بفوضي انتفض بفزع حين مد زميله
تم نسخ الرابط