رواية جديده بقلم الكاتبة صفاء محمد كاملة جميع الفصول

موقع أيام نيوز

المعاملة بينا هتكون ازاى بعد كده ! هتعامل معاه ازاى اصلا وهو غريب عني ! هتعرف عليه !! هتعرف علي ابويا 
زفر حمزة وبداخله حرب ما بين الإفصاح والتكتم لكن لم يرى ان ذلك الوقت المناسب..لم يعلم متي سيأتي !..
هتف زافرا بحنق _ مش عارف اقولك ايه لا قادر أقولك ابعده عنك وخليه زى مكان ولا اقولك اقعد معاه واسمع له يمكن يلاقي سبب مقنع.
انكمش ما بين حاجبيه بعدم فهم _ يلاقي معني كده انه معندوش سبب أصلا إنه يبعد عني !!
صمت حمزة ولم يجيب ليصيح سيف بحدة _ هتسكت انت كمان ..
تنهد حمزة بطريقة علم منها الآخر أن هناك شيئا يكتمه _ كل حاجة هتعرفها في وقتها يا سيف.
وقف سيف بعصبية _ والله أنا شايف ان ده وقتها المناسب بس طالما انتو مش راضين تتكلموا عن اللي حصل لأمي قبل مۏتها يبقي خلاص اتفرض عليا اخرس ومتكلمش بس والله العظيم يا خالي لو فضلتوا مخبين عني لأخسرك..أنت ..وهو.
انطلق للخارج ېصفع الباب پعنف فغمض حمزة عينيه وقد تعب من الكتمان..إن تابع سيخسره..وإن أفصح سيخسر سيف والده للأبد حتي هو لن يسلم من غمرة العتاب والتوبيخ حين يعلم بالأمر..
. . .  
مرت عدة أيام أصبح سيف عصبيا لأبعد حد ولا يحتك بأحدا منهم رغم محاولت كريم معه لكن دون جدوي..سئم حمزة من انفعالاته لقد بات يهرب هو الآخر من الحديث معه بينما لم يسافر جاسر بعد ومنذ ان خرج حمزة من المشفي ولم يأتي مجددا لهم بالمنزل وانشغل بعمله واستعد للسفر مرة آخري لكنه أراد الاطمئنان عليهم لمرة أخيرة وأيضا لمحاولة أخيرة يعلم نسبتها ضئيلة بأن يتقبله سيف..
فتح كريم الباب ليدخل جاسر بصمت يتنقل بعينيه بين أرجاء المنزل بحزن يستعيد ذكرياته مع زوجته الراحلة وعائلتها الحنونة...هنا يجلس معهم أمام التلفاز يتحدثون..وهنا يقف بجانب المطبخ يضحك معها ويغازلها وهي تلكزه بحياء..وهنا يتشاجر مع صديقه حمزة علي لعبة البلايستيشن لتتعال أصواتهم وتمتد الأيدى إلي بعضها بجدال حاسم وابنه سيف يصيح بتشجيع وحماس ثانية له والآخري لخاله لينتهي بهما الحال مرتمون علي الأريكة بتعب ثم تصدح ضحاتهم الرجولية لعبة صغيرة يتشاجران منذ الصغر أمامها حتي بعد نضجا مازالا يلعباها دون اعتبار لعمرهما حقا ذلك تفاهة كما يقول العم بكر والد حمزة دائما كل ما أن يراهم .
ابتسامة دافئة هرولت لثغره متنهدا بداخله داعيا لهما بالرحمة وغصة كالسيف غزت قلبه آلمته   لينتبه علي نداء كريم له حين لاحظ شروده سأله جاسر عن والده فأشار كريم علي الشرفة حيث يقف حمزة يميل بساعديه يسندها علي سور الشرفة الحديدى ينظر أمامه للشارع بشرود غير منتبه لما حوله وقف جاسر خلفه مطلقا تنهيدة حارة كأنه لا يجد كلمات ليقولها هتف بعد صمت لوهلة زافرا بهدوء _ حمزة.
نداء أحدهم أخرجه من شروده فأستدار له بجمود فأردف جاسر بحزن بدا في نبرته _ أنا جيت أسلم عليك قبل ما أمشي..
ابتسم حمزة بتهكم ليلتفت كما كان ساخرا _ أهرب..أهرب يا جاسر..ما أنت عملتها زمان ومش جديدة عليك..
تقدم جاسر خطوات حتي وقف بجانبه يتنهد بخفوت _ أنا لما عملتها زمان عشان خاطر سيف هو ميستحقش أب زيى بعد اللي عملته سمر لو كانت عايشة كانت..
قبض حمزة فجأة علي عنقه پعنف يقطع كلماته من أن يكملها لينظر إليه جاسر بندم يخفيه خلف الصمت تركه حمزة متنفسا بحدة يرفع اصبعه هامسا بشراسة _إياك تنطق اسمها علي لسانك..
هز جاسر رأسه بدمع لمع بعينيه وخار ثباته الزائف ليقترب منه پألم يمسك ساعده _ حمزة سامحني..يا صاحبي أنا..
دفع حمزة يده بعصبية وهوي بكفه بصڤعة كالصخر علي وجهه _ أنا مش صاحبك ولا يشرفني إني أكون أنا بستحقر من نفسي إني ناديتلك في يوم باللقب ده وأعتبرتك أخويا..
أغمض جاسر عينيه پألم ثم فتحهما بثبات زائف وهو يهم بالتحرك _ خلي بالك علي سيف يا حمزة..
أمسك حمزة مرفقه پعنف يديره إليه يهتف بحدة بها لمحة ألم _ أنت ايه !..مفيش فايدة فيك الهروب بقا أحسن طريق ليك..بدل ما تواجه وتعوضنا علي فراقك تمشي تاني ببساطة طب لو مش هتقعد عشاني..عشان ابنك..سيف ده حتة من سمر اللي محبتش غيرها في حياتك ليه مش عايز تقعد معاه تعوضه عنها..ليه اخترت تسيبه وتهرب لمجرد عملت غلطة شوفت انها وقفت الدنيا قدامك وهي العكس...ربنا ادالك العمر ده كله ومازال بيديك فرص تاني عشان تصلح اللي عملته..تفتكر هو راضي علي اللي بتعمله ده ولا سمر هتسامحك وهي شايفة انك بتصلح الغلط بغلط أكبر..بتعاقب نفسك في ابنك اللي بيحبك اللي ملوش ذنب ليه..لييييه يا جاسر حرام عليك كفاية بقاااا حس بينا..
صړخ باخر كلماته وهو يدفعه بصدره لتهبط دموع جاسر ويندفع يعانق حمزة
بشدة يبكي بحړقة وهو يشدد من عناقه بينما حمزة ذراعيه عالقة بالهواء لا
تم نسخ الرابط