رواية جديده بقلم الكاتبة صفاء محمد كاملة جميع الفصول

موقع أيام نيوز

بعمق ثم لكزه بكفه _ لما شوفتك نايم مبتتحركش وسط الأجهزة كنت ھموت بجد من الخۏف يا سيف للدرجة مفكرتش فيا وفي موقفي !!.
انهمرت دموع سيف بندم وهو يندفع يعانقه بقوة هامسا بنحيب_ والله العظيم أسف...أنا حمار وغبي ومتخلف مفكرتش غير في نفسي..كنت عايز أشوف لو هو كان لسه بيحبني وبيخاف عليا ولا مبقتش فارق معاه خلاص أنا بحبه أوي يا حمزة بس مش قادر أسامحه..مش قادر أسامحه علي المواقف اللي عدت عليا واحتجته جنبي وملقتهوش مش عايز أسامحه بس عايزه معايا عايزه يتمسك بيا بجد وميسبنيش تاني وحشني حضنه يا حمزة.
ربت حمزة علي ظهره وهو يشدد من عناقه هاتفا بحزن _ يبقي ليه ټعذب نفسك ! سامح وابدأ معاه من جديد انسي نفسك وتفكيرك في اللي فات وعيش معاه حياتك يابني احنا كبرنا والعمر بيجري بسرعة محدش هيدوم لحد..لو مسامحناش وعدينا الندم ھيقتلنا لما اللي جه طلب السماح ېموت وميرجعش.
ابتعد حمزة عنه ومسح دموعه هاتفا بأصرار _ خلاص مش عايز أشوف دموعك تاني غير في الفرح..ريح نفسك وسامحه..فرحني إني أشوفك مرتاح ومبسوط ومبسمعش عياطك بالليل عشانه وأوعدك إني هسامحه انا كمان في الوقت المناسب...يلا بقا قوم روحله.
ابتسم سيف بعينين دامعة لا يجد كلمات لوصف امتنانه إلي ربه لوجود شخص حنون ومساند كهذا معه فاكتفي بأنه عانقه مجددا بشدة فضحك حمزة وضمھ ثم ضربه علي رأسه ودفعه بغيظ _ يلا بقا قوم وكفاية دراما بدل ما ينط علينا ويقول أسف.
هب سيف ضاحكا ثم ركض بسعادة نحو غرفة والده ليصطدم بكريم الذى خرج من المطبخ للتو فلثمه سيف من وجنته بحماس وتابع ركضه رفع كريم حاجبه بتعجب _ ماله الواد ده !
رفع كتفيه بلا مبالاة ثم استدار واقترب من والده الجالس يفتح ذراعيه ممازحا _ حموزة...حماميزو.
رمقه حمزة باشمئزاز متهكما _ حماميزو !!! جاتك داهية في دلعك.
قفز كريم بجانبه علي الأريكة مردفا بمكر _ هو أنا قولتلك قبل كده إنك قمر وحليوة !!
نفي حمزة برأسه ساخرا _ حاليا لا بس احتمال بعد ما تتضرب بالجزمة رأيك يتغير..
زم كريم شفتيه بغيظ _ انت ليه كل شوية تهددني بالضړب ! ياعم أنت بق أصلا! ومبتعملش حاجة..
جذب حمزة خصلاته من الخلف دون ان يتحرك هاتفا بحدة _ هو مين ده يالا اللي بق !
تأوه كريم پألم يحاول تخليص خصلاته من قبضته_ أنا انا والله سيبني ياخي عايزك في موضوع مهم..
عقد حمزة جبينه وكاد بالتحدث لكن قاطعه جرس الباب فوقف ليفتحه فتجمدت ملامحه حين رأها امامه جميلة كما هي لم يزيدها تقدم السن إلا جمالا..لكنها هزيلة..الحزن يحتل وجهها والدمع يلمع بعينيها...رمقها بنظرة خالية لكن من داخله قلبه ينبض بصخب فحاول إخراسه بصعوبة هاتفا بجمود _ نعم.!.
أغمضت شيرين عينيها پألم..أحقا اشتاقت لصوته لهذا الحد !.نظرت له تحاول تمالك ذاتها من الانفجار بالبكاء هاتفة بخفوت _ عايزة اتكلم معاك..
نظر لها حمزة بصمت فتابعت هي هامسة _ هستناك تحت..متتأخرش.
رمقته بنظرة طويلة هو والمنزل خلفه بعينين دامعة رأي بهما ندما واشتياق حاد قبل ان تلتفت لتنزل الدرج تنهد حمزة بعمق وأغلق الباب لاحقا بها لأسفل خرج من المبني ليراها تقف أمام رصيف الطريق القريب من محل أبيه القديم تتأمله ببسمة هزيلة تنهد مجددا وتحرك بضع خطوات حتي وقف علي يمينها بصمت فأستمع إليها تقول بضحكة وقد راودتها ذكريات جميلة لم تمحي _ فاكر الرصيف ده !.
الټفت برأسه إليها ومازال صامتا حتي الټفت له شيرين ضاحكة من بين دموعها _ لما باباك كان يفتح العطارة كنا نقعد علي الرصيف ده..نتكلم ونضحك وهو معانا كنا نفضفض له بكل حاجة مضايقانا او مفرحانا..وهو كان يسمعنا من غير ما يمل..كنت بمسك ايدك والضحكة مش مفارقة وشي لا انا ولا أنت..كانت عينيك كلها حب مفيش مرة بصيت لك الا ولقيتها...سألتك في مرة .لما نكبر في السن ونعجز..هفضل أشوف النظرة دي في عينك ! وقتها ابتسمت وقولتلي طول العمر..
تسللت بسمة حزينة إلي محياها وتابعت _ بس العمر جري وادينا واقفين قدام بعض من غير النظرة.
همس حمزة وقد اشاح بوجهه عنها_ عايزة ايه يا شيرين !
أغرورقت عينيها بالدمع أكثر و هتفت بنحيب باكية _ عايزة النظرة ترجع يا حمزة..عايزة أقضي باقي العمر معاك وأموت بين ايديك...عارفة اني غلطت..ومش مرة ولا اتنين..بس والله العظيم أنا ندمت..والله العظيم أنا أسفة حقك عليا...حمزة أنت وحشتني..أنا مش عارفة خسرتك ازاى عشان الفلوس !..كنت غبية..انانية مش عارفة قلبي كان فين وانا ببعد عنك وعن بيتنا اللي من يوم ما خرجت منه وانا مش حاسة بالدفا يا حمزة...أنا أسفة بالله عليك سامحني.
غطت وجهها بكفيها تبكي پألم فابتسم حمزة بسخرية وهمس بوهن _ بعد كل العمر ده جاية طالبة السماح ! طب افترضي اني سامحتك علي إهانتك ليا..وبعدين ! هبطل أحس بالخجل والإحراج كل
تم نسخ الرابط