رواية جديده بقلم الكاتبة صفاء محمد كاملة جميع الفصول
المحتويات
ما افتكر الموقف بس ! هقدر اوقف ۏجع قلبي من خذلان الإنسانة الوحيدة اللي حبتها واللي لقيتها فجأة اتحولت ١٨٠ درجة هقدر انسي فرحتي وانا جايلك بالوظيفة اللي هدمتيها بكل بساطة ! هقدر اعدي المواقف اللي منعتي ابني فيها عن شوفتي وخليتيه محتار بيني وبين الغنا اللي حضرتك عايشة فيه !! قوليلي هقدر علي كل ده
اجابها ببرود_ ما انتي عيشتي السنين اللي عدت دي من غيري يعني قدرتي وأكيد هتقدري تكملي.
مسحت شيرين دمعاتها وقالت بتحشرج_ ماشي يا حمزة براحتك..بس ممكن تخلي كريم ميبعدش عني ! أرجوك انا مش هتحمل هو كل حاجة ليا في الدنيا دي مش هستحمل يبقي بعيد عني..علي الاقل خليه يكلمني يطمني عليه بس...ممكن !
أخذه حمزة منها دون حديث فهو يعلم ان ولده كان يريد الحديث معه بشأن هذه الاشياء
هتفت شيرين ببسمة صغيرة _ وياريت تخليك معاه وتطمنه انه هيعدي..انت عارف هو متوتر ازاي.
صعد الدرجات حاملا الصندوق بين يديه وكان هادئا يبتسم بين لحظة والثانية بتهكم وسخرية وكاد ان يصعد الباقية لكن تفاجأ بباب شقة جاسر مفتوح تماما فاقترب قليلا باستغراب وما ان فعل حتي شخصت عينيه بدهشة وهو يري جاسر يشمر عن ساعديه وركبتيه وقد عقد وشاحا علي جبينه يقف ينظف الأريكة من الغبار الذي انتشر حوله وهو يسعل ويتابع تنظيف بينما الصالة حوله رأسا علي عقب..لم يتمالك حمزة نفسه واڼفجر بالضحك بكل صوته فقد كان مظهر جاسر فظيع جدا وهو يتمتم بكلمات في حنق يبدو أنه يدعو علي أحدا الټفت جاسر بغيظ لمن يضحك ولوح بيديه صائحا _ عاجباك اوي ياخويا !
وضع جاسر يديه بخصره متأفف بغيظ من ابنه الذى تسبب بوضعه بهذا الموقف المحرج _ بقا انا علي اخر الزمن والعمر ده كله حتة واد يعمل فيا كده !..
هتف حمزة من بين ضحكاته وقد ادمعت عينيه من فطرتها _ طب والله كان قلبي حاسس إنه هيعمل فيك كده ..
رفع حمزة كتفيه بفخر ضاحكا بقوة _ تربيتي..
جذب جاسر عصاة التنفيض مهددا من بين اسنانه _ حمزة..غور من وشي بدل ما انفضك بدي..غوور.
هبط سيف الدرجات يأكل ثمرة التفاح ووقف بجانب حمزة هاتفا ببرود _ هاه..خلصت يابا ولا لسه!
كتم حمزة ابتسامته وأجابه _ يؤسفني اقولك إنه بيتحول...اهررررب.
صړخ سيف حين اقترب جاسر سريعا وفر إلي أعلي مجددا فتحرك جاسر ليلحق به لكن وقف حمزة أمامه كسد منيع هاتفا بجمود _ فاكر نفسك هتضربه بجد ولا ايه ارجع.
زفر جاسر في حنق _ مش هينفع كده يا حمزة سيف اتعدي حدوده معايا وده مينفعش انا مش صغير ده الشعر الأبيض بينور اهو وهو مش محترمني.
هتف حمزة بجدية _ متشغلش بالك ..انا هتكلم معاه.
ثم كتم ضحكاته ثانية وتحرك يصعد الدرج متابع _ وادخل بقا كمل تنضيف العيد داخل علينا.
زمجر جاسر بغيظ مكبوت وصاح بجملة العم بكر التي دائما يقولها لهم _ عوض عليااا.
أكمل حمزة الجملة من الأعلي بضحكة _ عوض الصابرين ياااارب.
غائبة منذ زمن بعيد لم تزورهم إلا قليل..جالستهم لحظات من الزمان ثم رحلت ولم تأتي مجددا تاركة المشاعر الآخري تاخذ دورها والتي رغم صعوبتها إلا أنهم تخطوها سويا...دعوا كثيرا أن تعود هذه الغائبة مرة أخري حتي كاد الأمل أن يتلاشي بعودتها..حتي باغتتهم بزيارة مفاجأة تبدو انها ستدوم طويلا..فقاموا مهللين بها يفتحون الابواب كلها لتدخل تنير قلوبهم المظلمة..إنها الفرحة يا سادة..
يقف يراقبه بسعادة تتلألأ بعينيه علي هيئة دمعات وهو يرقص مع عروسته ضاحكا حتي لمحه بعينيه فغمز له بابتسامة فردها حمزة له وضحك ثم تنهد طويلا وشعوره بالسعادة يزداد أكثر جاء جاسر ووقف بجواره يضع يديه في جيبيه متنهدا _ فرحان .
أجابه حمزة بابتسامته وعينيه لا تنزاح عن سيف _ حد يشوف ابنه بيتجوز وميبقاش فرحان !
نظر له جاسر طويلا بصمت يراقب فرحته وحماسه التي شعر إنهم قد فاقا شعوره بهما أضعافا وهتف بتنهيدة _ ليه مخلتنيش أقوله يا حمزة !.
الټفت له حمزة وتلاشت ابتسامته لتحل الجدية محلها قائلا بهدوء_ ومش
متابعة القراءة