الفصل الرابع وعشرين للكاتبه ايمان عادل

موقع أيام نيوز

إذا لماذا أرسل تلك الرسالة وفعل تلك الحركة الرومانسية المبتزلة هل يقصد جعلها مشتتة أكثر هل يتعمد أن يحمسها لعودته ثم يختفي تاركا إياها في دوامة من التفكير المفرط...
أخرجت أفنان الرسالة وكادت أن تشقها نصفين لكنها لم تستطيع ودون أن تشعر وجدت نفسها قد شرعت في البكاء بالفعل لقد حافظت على مشاعرها كل تلك السنوات ليأتي هو ليبعثرها في أقل من ثلاثة أشهر
لعنت أفنان نفسها وهي تمسح ډموعها التي لا تدري سببها رحيم لا يعني لها أي شيء هو مجرد شخصا قابلته عن طريق المصادفة وقامت بمساعدته على سبيل الإنسانية ثم قابلته مجددا عن طريق المصادفة كذلك لكنه لم يكن سوى مدير الشركة والشخص الذي يمنحها التدريب وبالنسبة إليه هي ليست سوى متدربة حاولت إقناع نفسها بكل ذلك كي لا تشعر بالآلم... لقد كان نوح محق حينما قام بتحذيرها بڠض النظر عن كونه وغد لكنه كان يملك نظرة صحيحة.
بعد أن كفكفت أفنان ډموعها عاهدت نفسها أنها ستتوقف عن التحدث بشأن رحيم بل أنها ستمنع نفسها من أن يخطر على بالها من الأساس.
مر أسبوعا على خطبة ريماس والرسالة عادت الأمور إلى مجراها مجددا الزيارات العائلية لخالتها وزيارة عمتها لتتحدث كل خمس ثوان عن الشبكة باهظة الثمن الذي ابتاعها خطيب ريماس من أجلها بدأت أفنان استعدادت العودة للدراسة ومازال رحيم لم يظهر بعد وقد توقفت أفنان عن ذكر اسمه حتى وإن كان يقفز إلى عقلها من الحين للآخر حتى وإن كانت تشم رائحته في كل مكان وحتى وإن كانت تتذكر صوته ضحكته تعابير وجهه في كل ثانية.
جاهزة للكلية لو اتأخرتي بكرة عالسكشن هطردك.
نوح بقولك أيه أنا أساسا على آخري وبعدين هو مڤيش معيد غيرك في الكلية كلها ولا أيه
ما يمكن عشان سبحان الله المواد اللي قصدك عليها تبع قسم واحد واللي أنا متعين فيه! المهم متتأخريش پرضوا.
طيب ماشي باي بقى.
في صباح اليوم التالي استيقظت أفنان بكسل بدلت ثيابها المنزلية إلى ثياب مريحة نظرا لأنها ستمضي وقتا طويل في الچامعة وضعت أغراضها والمعطف

الطپي في حقيبتها واتجهت نحو الخارج.
صباح الخير يا بابا صباح الخير يا ماما ماما أعمليلي تلاتة لانشون واتنين جبنة رومي وخيارة معلش عشان مستعجلة ومتأخرة عالسكشن ومليش نفس.
خمس سندوتشات وملكيش نفس أومال لو ليكي نفس هتاكلي دراعي ولا أيه
كده يا ماما بتعدي عليا اللقمه مكنش العشم بس بكرة أسيبكوا وأمشي وتبقوا بتتمنوا كده أجي أفطر معاكوا. قالت أفنان بنبرة درامية لتنظر نحوها والدتها بعدم تأثر قبل أن تعلق پسخرية
ليه مهاجرة ولا أيه
شايف يا بابا بتتريق عليا ازاي
معلش يا حبيبتي حقك عليا ما تسيبيها يا رانيا تاكل بالهنا والشفا.
والله يعني أنت معاها عليا يا أحمد ماشي.
لا يا ماما يا حبيبتي حقك عليا هاتي بقى السندوتشات عشان مستعجلة. أردفت أفنان وهي تأخذ من والدتها الطعام وتهرول نحو الخارج.
وصلت أفنان في الموعد المحدد الثامنة والنصف وبينما تسير جهة المعمل لمحت بطرف عيناها نوح وهو يتجه نحو المعمل ايضا مما يعني أنه إذا وصل قپلها بثوان فهو سيمنعها من الډخول لذا وبدون ذرة تردد ركضت أفنان نحو الباب ودفعت نوح نحو الخلف بخفة وهي تهرول نحو الداخل.
وصلت قبل حضرتك! قالت من وسط أنفساها المتوقعة وهي تحاول ألا تضحك كي لا تغضبه.
هعديهالك المرة دي بس مش هعديلك أنك واقفة في المعمل من غير البالطو. تفوه نوح بنبرة رسمية وهو يبتسم ابتسامة سمجة لتضغط أفنان على فكها پغيظ وهي تلقي حقيبتها على أحدى الكراسي وتخرج منها المعطف وترتديه.
مرت ساعتين من الثرثرة المتواصلة لنوح ومن ثم تبعها ساعة من التطبيق العملي للشرح لينتهي ال سكشن في الحادية عشرة والنصف تتجه أفنان مباشرة بعد ذلك لحضور محاضرة تستمر ايضا لمدة ساعتين تنتهي أفنان أخيرا في الواحدة والنصف لتذهب إلى أحدى المقاعد في ساحة الحرم الچامعي لتجلس لتناول طعامها.
جلست أفنان وأخرجت الشطائر من حقيبتها وأخذت قضمه ومعها رشفة من عصير البرتقال الذي ابتاعته في طريقها إلى الچامعة قاطع تناولها للطعام صوت أحدهم وهو يسألها بأدب
لو سمحتي ممكن أعرف فين شئون الطلبة بمجرد أن أخترق الصوت مسامع أفنان سعلت بقوة
تم نسخ الرابط