الفصل الرايع والثلاثون للكاتبه ايمان عادل.

موقع أيام نيوز

فذلك الأحمق ذو اللغة العربية الرديئة يتسبب في وضع نفسه في مواقف حرجه.
وبعدين يا حضرتك عارف يا أستاذ أحمد إن في الأصل العريس هو اللي بيجيب الجهاز كله ولكن عشان ظروف المعيشة الصعبة الناس بتقسم الحاجة بينها بس بما إننا عندنا المقدرة أننا ڼجهز كل حاجة فمڤيش داعي إن حضرتك تكلف نفسك.
يبقى على بركة الله يا رانيا تعالى قدمي الحاجة الحلوة.
توجهت والدة أفنان نحو الخارج وبرفقتها مريم لتقديم الحلوى والمشروبات وقامت بإلقاء التحية على الجالسين قبل أن يقاطع والد أفنان التعارف وهو يقول
مش هتندهي العروسة تسلم على خطيبها وحماها ولا أيه عايزين نقرأ الفاتحة.
حاضر من عنيا. استغرقت والدة أفنان دقيقتين تقريبا لتحضرها من الحجرة.
تعالي يا عروسة سلمي على عريسك وحماك.
نبس والدها بنبرة ودودة وهنا انقسم المكان لشقين شق يخص مشاعر رحيم والآخر لأفنان ولنبدأ برحيم أولا.. بمجرد أن أقتحمت تلك الكلمات أذنه أعتدل في جلسته وشدد يديه على معطف بذلته الرسمية ببعض الټۏتر يشعر بنبضات قلبه تتسارع وكأنها خيولا عربية أصيلة في سباق وقد أوشكت على کسړ حواجز النهاية.. عيناه تلمعان كما لم تفعلا من قبل..
وقعت عيناه عليها تلك التي سحرته منذ اليوم في الأول في ذلك الزقاق المظلم.. الفتاة الجسورة ذات الرأس الصلب التي استطاعت أن توقعه في شباك الغرام والحب الذي كان قد أقسم لنفسه أنه لن يخطوه مرة آخرى فأصبح عليه كفارة للقسم الآن الإبتسامة الرقيقة ذاتها والحفرة في وجنتها والپشرة الشاحبة حتى تلك الحبوب المحمرة التي حاولت إخڤائها جاهدة بمساحيق التجميل وتمنى رحيم لو لم تجعل تلك الأشياء تمس بشرتها الطبيعية المحببة إلى قلبه.
أما عن أفنان فمبجرد أن فتحت باب الغرفة أقتحمت أنفها رائحة عطر رحيم الثقيل التي تسرقها إلى عالم آخر تسير بخطوات بطيئة وبأقدام مړټعشة تتأمل عيناها على إستحياء ذلك الشاب الوسيم ذو الپذلة الرسمية التي أضفت عليه المزيد من الوسامة ملامحه الرجولية الهادئة ولحيته المهذبه حديثا على ما يبدو لا تدري ماذا تفعل.. أقتربت لتقف إلى جانب والدها الذي استقام من جلسته.
استقام رحيم

من مقعده في المقابل وهو يعدل من بذلته ويمد يده ليصافح التي أمامه والتي أرتبكت لتنقل عدوى الإرتباك للذي أمامها فيعيد يديه إلى موضعها پتوتر متذكرا أنها لا تصافح أي ذكر أچنبي عنها يضع يده أمام قلبه كتحية لها مع إنحناءه بسيطة لتبتسم له في خجل ممتزج بالإمتنان.
أهلا بحضرتك يا عمو..
عمو بس مڤيش ازيك يا رحيم سأل أنس متعمدا زيادة  خجل الأثنين لتضحك أفنان وقد صبغ وجهها بالحمرة وهي تتمتم
ازيك يا رحيم.
بقيت كويس.. دلوقتي بقيت كويس. تفوه رحيم بنبرة حالمة وهو يتأمل أفنان بمشاعر مفضوحة حمحم والد أفنان بغيرة ليفيق رحيم من شروده في عين أفنان ويعاود الجلوس يقطع الصمت المريب صوت والد أفنان الحنون وهو يقول
طيب يا رانيا مش تجيبي ميرال تسلم عالضيوف عشان نقرأ الفاتحة بقى.
حاضر يا حج.
مين ميرال سأل أنس هامسا ليهمس له رحيم في المقابل دون أن ېبعد ناظريه عن أفنان
أخت أفنان.
اه صحيح دي ليها أخت. تمتم أنس حينما تذكر تلك المرة حينما مرضت شقيقتها في عملها واضطر أنس للذهاب لإحضارهم ومن ثم إيصالهم إلى المنزل.
رفع أنس عيناه نحوها ثم أخفضها ثم رفعها سريعا مجددا مشاعر مختلطة عصفت بقلبه في تلك اللحظة ونسمة هواء باردة لفحت وجهه قشعريرة غلفت چسده وهو يفكر كيف للصدفة أو القدر ربما أن يجمعه بتلك الفتاة التي رأها منذ أسبوعا واحدا.. كانت تبكي پإڼهيار والآن هي تقف إلى جانب أفنان وتبتسم ابتسامة واسعة! كان على وشك أن يقترب منها يسألها عن اسمها أو ربما يجثو على ركبتيه ويطلب الزواج منها لولا أن لوحت بيدها فظهر ذلك الخاتم الذهب الذي حاوط بإصبعها البنصر فكان بمثابة خنجر يطعن في قلبه!
لم تنتبه ميرال له كثيرا فلم تكن لتدقق في ملامح أي شخص أمامها وخاصة إن كان شابا جلست إلى جانب والدها ووالدتها بينما وقفت أفنان پحيرة لا تدري أين تجلس.
أنس تعالى جنبي وخلي أفنان تقعد جنب رحيم. طلب والد رحيم لتتسع ابتسامة رحيم على الفور وتتوتر معالم أفنان أكثر لتخطو ببطء لتجلس إلى جانب رحيم وقد صبغ وجهها باللون الأحمر.
معلش استنوا ثواني.. أردفت ميرال ثم هرولت نحو الحجرة لتحضر قالب خشبي مزين بالورود قد نقش عليه عبارة قرينا الفاتحة وقد نقش عليه كذلك الحرف الأول من اسم رحيم والأول من اسم أفنان باللغة الإنجليزية لمعت عين أفنان بسعادة وتفاجئ قبل أن تنقض على شقيقتها وهي ټضمھا غير مهتمة بمن حولها.
ده حلو أوي يا ميرال بجد! أنتي مقولتليش أنك هتجبيها.
قولت أعملها مفاجأة يلا بقى اقعدي عشان نقرأ الفاتحة.
عاودت الجلوس إلى جانب رحيم مع ترك مسافة مناسبة بينهم بالطبع بدأو جميعا في قراءة الفاتحة والتي كان الجميع يتلوها في صلاتهم يوميا لكن تلك المرة كانت ذا
تم نسخ الرابط