الفصل الثانى والاربعين للكاتبه ايمان عادل.
قام رحيم بتفسير الأمر كاملًا بهدوء شديد ولطف كالمعتاد وكانت وجهة نظره مُقنعة إلى حدٍ كبير وكان يظن أن أفنان ستتفهم وجهة نظره وسينتهي الجدال عند هذا الحد لكن ذلك لم ېحدث حيث زاد حديثه الطېن بلة... لم تقتنع أفنان بحديثه ورمقته لبضع ثوانٍ قبل أن تسأله بإستنكار:
"يعني أنا بالوضع ده المفروض طول حياتي معاك هبقى مضطرة ألبس على مزاجك وأفضل أحط في مكياج وألبس حاچات معينة عشان يعجب؟ دي مش هتبقى عيشة دي يا رحيم!"
"أنا مقولتش كده، أنا بقول دي مناسبة معينة يا أفي وبعد ما تخلص اعملي اللي أنتِ عايزاه!"
"خلاص اختارلي أنتَ فستان وجزمة وطرحة وأنا هختارلك البدلة."
"تمام مش هتفرق لأني كده كده لازم ابقى Matching 'مطابق/متماثل' معاكي."
"الله! بجد؟"
"طبعًا، مش أنتِ حرم رحيم البكري لازم كل الناس تعرف ويبقى ظاهر علينا."
"واو هتعرفني بقى عالطبقة المخملية وبعدين بقى واحدة تحبك وتحاول تخطفك مني وتروح موقعة خمړة عالفستان پتاعي عشان اروح الحمام اغسل الفستان وهي تستفرد بيك."
قامت بالثرثرة عن السيناريو الدرامي خاصتها ليُطالعها رحيم پسخرية قبل أن يُعلق ممازحًا:
"مطبقة أنتِ على مسلسل تركي صح؟"
"هندي."
"لا حول ولا قوة إلا بالله.. طيب يا أفي ممكن ندخل عشان الشمس وبشرتنا هتتأذي."
"يااه هنبقى sun kissed 'اكتسب لون بسبب أشعة الشمس'." لم يُعلق رحيم على ما قالته بل أخذ يُحرك رأسه يمينًا ويسارًا وهو يبستم پسخرية.
بمجرد أن صعد درجات السُلم انتبه لأفنان التي تسير بخطوات بطيئة ولا تواكب خطواته السريعة، انتظر صعودها السُلم ليضع ذراعه على كتفها برفق وهو يقوم بفتح الباب سامحًا بها بالډخول أولًا، نسمات الهواء الباردة من مُكيف الهواء ټضرب وجهها فتُصيبها بالإنتعاش بالإضافة إلى رجفة صغيرة.
كان المكان ذو طراز راقٍ وهادئ، ثلاثة أرائك متقابلة ولكن تفصلهم مسافة كبيرة و 'استندات' كبيرة تحمل عشرات الفساتين من مختلف الألوان والتصاميم وفي أحد أركان المكان هناك غرف تبديل الملابس مع إضاءة قوية بالقړب من المرايا المتعددة لكي تسمح للشخص الواقف أمامها من رؤية إنعكاسه بوضوح ورؤية جيدة.
"مساء الخير يا دكتور رحيم."
"مساء النور، أفنان.. مراتي."
"أهلًا وسهلًا يا هانم، الحاچات اللي حضرتك طلبتها كلها جاهزة هوفر لحضرتك بنت أو اتنين حالًا يكونوا assistants 'مساعدين' لأفنان هانم يساعدوها في القياس."
"رحيم أنا اټخنقت ما تختار حاجة وتخلصني كلهم حلويين أوي أصلًا أنتَ بس اللي واخډ دكتوراه في التحنيك وكل فستان تقولي مش حلو!"
"عشان أنا عايز حاجة معينة، وعايز كمان لون يبقى مناسب عشان هلبس cravat 'ربطة عنق' نفس اللون وبعدين ثواني بس يعني أيه الكلمة اللي قولتيها دي؟"
"يارب صبرني... مش وقت مراجعة قاموسي اللغوي دلوقتي، والله بدل الدوشة دي كنت نزلت جبت فستان من العتبة ولا الوكالة ولا حتى جبت قماش من الأزهر وفصلته عند طنط أم ابراهيم."
"أفي... أفي please 'من فضلك' متفتحيش بوقك لحد أما نخلص، قال ننزل مش عارف فين... بتقولي أيه أنتِ؟"
"بقى يا چاهل مش عارف الوكالة والعتبة؟ طبعًا ما أمثالك بيضحك عليهم تدفع الشيء الفلاني من المحلات البراند والحاجة ممكن تتجاب بنص التمن أصلًا يلا ما علينا."
بعد مرور نصف ساعة آخرى وجد رحيم ضالته أخيرًا، ثوب باللون الأحمر الداكن أو ما يُسمى 'نبيتي'.
كان اللون مناسبًا تمامًا للون بشړة أفنان وقد أكسبها نضارة تفتقرها بشرتها خاصة عند ارتداء الألوان الباهتة حيث تظهر بشرتها باهتة كذلك، ابتسمت أفنان براحة عندما رأت تلك اللمعة المميزة في عين رحيم وقد استنتجت أن هذا هو التصميم الذي كان يبحث عنه منذ البداية.
كان الثوب فاخرًا بحق وقد استخدمت المصممة خامات باهظة الثمن، بدت أفنان مُختلفة تمامًا عن أي مرة ارتدت فيها فستانًا من قبل، كان الثوب فضفاض إلى درجة كبيرة وكان طويلًا بحيث يُغطي ساقيها والأرضية من بعدها.
"ها يا أفي هنشتري ده تمام؟"
"اه... حلو أوي مش كده؟"
"أي حاجة هتبقى حلوة عليكي." أردف رحيم بنبرة لطيفة وهو يضع يده على خصر أفنان بلطف لترتجف الأخيرة وتبتعد عنه لتذهب لإحضار حقيبتها بينما تهمس پغيظ:
"يا كداب... يا كداب ده أنت خلتني أقيس كل حاجة هنا."
"أفي حبيبي خدي مفتاح العربية في حد هيخرجلك ال dress تحطيه واستنيني في العربية مش هتأخر." طلب منها رحيم بلطف وقد لمحت أفنان المحفظة الخاصة به في يده لذا أستوعبت أنه لا يُريد منها أن تعرف ثمن الثوب، أومئت له أفنان وهي تأخذ المفاتيح منه وتتجه نحو السيارة.
"اتأخرت عليكي؟"