رواية بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز


بغمزة قصدك بيتنا أنا و إنت .يارا بارتباك مش فاهمة قصدك إيهصالح بغرور و هو يضع ساقه فوق الاخرى
أنا قررت اديكي فرصة أخيرة بدل اللي
إنت ضيعتها بتهورك... لما قررتي تهربي.... بس يكون في علمك دي هتكون الأخيرة..بعدها إنت عارفة كويس إيه اللي هيحصل .اطرقت يارا رأسها و هي تجيبه باستسلام حاضر بس... ماما و بابا .صالح متقلقيش أنا مضبط كل حاجة.... يلاهناديلك الممرضة عشان تساعدك تغيري هدومك 

يا.... عروسة خرج من الغرفة تاركا إياها في صدمة تتساءل كالبهاء متى ينتهي كابوسها....في فيلا ماجد عزمي....على مائدة الإفطار.....زفر ريان بملل و هو يلقي تحية الصباح 
على والديه منتظرا شجارهما المعتاد...ماجد إنت أم إنت بنتك بقالها أسبوعين برا البيت و محدش عارف هي فين و إنت قاعدة و على بالك...ميرفت بحنق اووووف هو إنت عاوز تتخانق و خلاص ما أنا قلتلك مية مرة هي مع أصحابها بيعملوا سفاري في أفريقيا و كلمتني كذا مرةو بعثتلي صور كثير كمان..و.....ماجد پعنف مليش فيه... تكلميها النهاردة و تخليها ترجع في أقرب وقت يا إما هسافرلها
بنفسي و أجرجرها من شعرها لحد هنا...ميرفت و هي ترمقه باشمئزاز إيه أسلوب الفلاحين اللي بتتكلم بيه داه... إيه تجررها من شعرها دي...بيئة اوي....ماجد بسخرية داه اللي ينفع مع الصيع اللي زي بنتك...زي ما قلتلك تكلميها تخليها ترجع...بلا سفاري بلا زفت على دماغها...قاطعه صوت هاتفه ليخرجه من جيبه... ما إن علم هوية المتصل حتى وقف مسرعا 
من كرسيه محاولا إخفاء إرتباكه 
دااه... تلفون من الشغل... انا رايح.....رمقته ببرودها المعتاد الذي إتسمتبه علاقتهما في السنوات الأخيرة...زواج مصلحة بين شخصين أنانيين كل منهما يلوم الاخر على اي خطأ...حتى كبرت الفجوة 
ليس فقط بينهما بل بين الأبناء أيضا....
و ينتهي بخېانة الزوج في الخفاء..
يتبع
الفصل الثامن عشر 
بعد أربعة أيام في قصر عزالدين....في المكتب الكبير الخاص بالجد صالح حيث 
تتم اغلب إجتماعات رجال العائلة بعيدا عن أعين النساء الفضولية يقف سيف ممسكا بأحد الملفات و هو يتكلم بصوته الواثق و في نفس الوقت عيونه مسلطة على ردة فعل الحاضرين خاصة 
جده.....الملفات اللي قدامكوا دي فيها تنازل مني على كل الأملاك و العقارات اللي جدو كتبها باسمي و اللي هي سلسلة فنادق المجد و عمارات إسكندرية و مزارع المنيا و شركة النسيج القديمة اللي في و أنم جدي و هو حر بقى يديها للي هو عاوز....قاطعه صالح بأعتراض إنت إزاي تعمل لكده 
مين غير ما ترجعلي... خلاص كبرت و بقيت تاخذ قرارات مهمة زي دي لوحدك.....سيف باحترام معلش يا جدي أنا بس زهقت و تعبت من الخناقات و الحروب اللي ما بينا بسبب الورث... أنا خلاص معتش عاوزة حاجة منهم خليهم ياخدو كل حاجة يمكن يشبعوا.... المهم يسيبوني في حالي...توجه بنظره نحو أعمامه الذين كانا يحدقان في الأوراق بطمع قبل أن يضيف و داه طبعا مش ضعف مني بالعكس إنتواعارفين إني أقدر بكل سهولة أمحيكوا من على وش الأرض بكذا طريقة بس انا مش عاوز كده و إكراما لجدي... هو الوحيد اللي
مانعني عنكوا.... بس و عزة جلالة الله من هنا و رايح لو حد فيكوا تعرضلي أنا او عيلتي هيشوف الچحيم... و قد أعذر من أنذر .... دلوقتي أنا لازم أمشي.....تقدم ليقبل يد جده الذي كان يحرك رأسه بأسف و ينظر له بنظرات ذات مغزى أنهم لن يتركوك حتى لو أعطيت لهم كل شيئ لكن سيف إبتسم له مطمئنا إياه.... سيف يعلم أن جده رجل ذو طباع قاسېة و أبناءه هم السبب كان يجب أن يكون
ذو شخصية حديدية حتى يستطيع ترويضه مو لكنه من جهة أخرى أب خائڤ على أولاده الذين يتناحرون من أجل حفنة إضافية من المال رغم أنهم يملكون منه الكثير..... أذوا حفيده كثيرا و لكنه سكت و منعه بكل الطرق عن الدفاع عن نفسه و يعلم أنه مخطئ لكنه من جهة أخرى حاول تعويضه
بأن أعطاه نصف ثروته و هذا ماسبب 
عداوة أكبر بينهم....آخر مرة قام بتعويضه إتفق معه على التمثيل 
أمام العائلة بأنه أجبره على الزواج من سيلين لكن في الحقيقة تلك لم تكن سوي خطة سيف للحصول على حبيبته بأسهل طريقة..... بينما لم يكن صالح يهتم بأمر حفيدته و لا إبنته فهو بالفعل تبرأ منها منذ هروبها أي منذ عشرون سنة....غادر سيف نحو فيلته و قلبه يكاد يسبقه 
فمنذ أربعة أيام و هو تقريبا لم يلتق بحبيبتهالصغيرة رغم أنها لم تكن تفارق مخيلته و لو للحظة واحدة....طوال الأربعة ايام الماضية امضاها في الشركة مع كلاوس و جاسر يرتبان تلك الأوراق 
التي أعطاها لعميه منذ قليل....طوال الطريق جعل السائق يقف عدة مرات
ليشتري لها هدايا متنوعة... باقة ورود و صناديق شوكولاطة من نفس المحل الذي يشتري منه فريد لأروي و لجين....نزل من السيارة بلهفة حالما توقفت أمام 
باب الفيلا ليهرع للداخل و من حسن 
حظة أنه لم يجد أي شخص بالخارج حتى لا ينشغل به....رفع يده ليطرق باب الجناح قبل أن يرفع نفس اليد نحو رأسه ليفرك شعره و هو يكتم ضحكاته المتعحبة من نفسه....هل أصبح يطرق باب غرفته و زوجته بالداخل لو رآه أي أحد فحتما سوف يصبح أضحوكة الموسم.....فتح الباب سريعا يبحث عنها بعيناه ليجدهاتقف أمام الشرفة تترشف فنجانا من الشاي
الساخن ثم تضعه على سور الشرفة التي تتكئ عليه و هي تنظر أمامها مستمتعةبتلك المناظر الخضراء أمامها.....تنحنح بصوت مسموع قبل أن يتقدم نحوها ليقبل كتفها قبلة خفيفة قبل أن يهتف بلهفة وحشتيني جدا...إزيك....إلتفتت نحوه سيلين ترمقه بغرابة قبل أن تسأله إنت كنتي فين... أنا مش شفتك بقالي كثير .ضحك سيف قبل أن يجيبها يعني موحشتكيش... 
طب حتى شوية صغنين قد كده إلتقطت فنجانها مرة أخرى و هي تقلب عينيها بضيق تتذكر حديث والدته طوال الأربعة ايام الماضية..
حرفيا لم تعد تفهم شيئا مما
يدور حولها فبعد آخر مرة أخبرها فيها 
أنه يحبها إختفى بعدها أربعة أيام و لم 
يظهر سوى الان و طوال مدة إختفائه
لم تدعها سميرة في حالها بل ظلت تردد
على مسامعها قد أجبر على 
هذا الزواج و أنها لا يجب أن تغضب منه
لأنه تركها...بعد أن اعترف لها بحبه قررت داخلها أنها سوف تعطيه فرصة و انها سوف تبدأ معه حياة جديدة 
فقد فكرت كثيرا لو انها عادت لألمانيا فماذا سوف تفعل هناك وحيدة و مسؤلة عن والدتها المړيضة بالإضافة إلى خسارتها لمنزلها....الحياة أعطتها فرصة ذهبية للعيش براحة و هي 
لتردد سيلين دون وعي منها و هي تحرك 
رأسها ااه... وحشتيني إبتسم لها إبتسامة ساحرة جعلت قلبها 

اقدر أرتاح و..... نروح شهر عسلنا...إرتبكت سيلين و حاولت عدم النظر إليه لكنه لم يسمح لها فقد رفع يده ليثبت وجهها
قائلا مالك في حاجة مضايقاكي .سيلين بنفي لا بس.... مش في لازم 
نروح honeymoon....أقصد خلينا هنا المكان حلو سيف و هي يترك وجهها يتناول يدها يقبلها قائلا باصرار طفولي لا أنا عاوز اروح أتفسح مليش دعوة 
والدتها قائلة إزيك النهاردة بقيتي كويسهدى بضحك كويسة يا روحي متقلقيش عليا...قوليلي فطرت سيلين أيوا مامي...انا صحيت متأخر و شربت
شاي....هدى شاي بس من غير فطار ... ليه كده يا حبيبتي إنت مش ناوية تبطلي عادتك دي و إلا إنت بتستغلي إني مش بطلع من اوضتي ....سيلين انا مش صغير مامي و بعدين انا بقيت 
متجوزة يعني كبرت....هدى بضحك اه فعلا كبرتي...قوليلي سيف
كلمك...سيلين بلامبالاة هو نايمة فوق في الاوضة .هدى طب الحمد لله أنه رجع بالسلامة 
مقلكيش كان فينسيلين no انا سألته قلي شغل و تعبان
خليته نايم و جيت أشوفك...هدى بلوم ميصحش كده يا بنتي إنت كان لازم تقعدي جنبه تشوفيه يمكن محتاجك
جنبه...في تلك الأثناء تململ سيف في نومه ليشعر بعدم ثقل على ذراعه رغم رائحتها التي كانت تملأ المكان ... فتح عينيه يجد المكان فارغا رفع راسه يبحث عنها في كل مكان لكنه لم يجدها...مسح وجهه بضيق قبل أن يغادر الغرفةنحو وجهة يعلمها جيدا غرفة عمته هدى التي تقع في الطابق السفلي...رفع يده حتى يطرق الباب لكنه تراجع عندما 
تناهى إلى
مسمعه صوت زوجته المتذمر و هي تشكو لوالدتها....سيلين يا مامي قلتلك نايم... و انا كنت نايم 
كثير مش عاوزة انام و بعدين خلاص انا هروح جنبه... اوووف مش بحب أتجوز انا عشان بكره ابقى كده..هي الست لما تتجوز بتبقى خدامة 
لجوزها...هدى و هي تضربها بخفة على رأسها بنت... لمى لسانك أناعارفاكي...قلتلك يمكن يكون محتاجك إنت...إنتوا لسه عرسان جداد روحي
شوفيه يمكن يكون صحي و عاوز يلاقيكي جنبه....سيلين بتذمر ليه هو بيبي...مامي انا مش عاوز
اروح انا هنزل أشم هوا في الجنينة....هدى بصرامةسيلين... بلاش دلع أجلي فسحتك دي لبعدين...و بعدين إيه بيجامة ميكي ماوس اللي إنت لابساها دي... في ست متجوزة بقالها 
يومين تلبس كده...سيلين عاوزاني ألبس مايوه....هدى طول عمرك عنادية و راسك يابس يا بنتي فتحي دماغك و إفهمي إنت خلاص إتجوزتي يعني تنسي حياتك القديمة و تنسي ألمانيا للأبد....و تعودي على عيشتك الجديدةو إهتمي بنفسك و بجوزك...سيف راجل تتمناه
كل بنت و إنت محظوظة عشان إختارك رغم إنه كان يقدر يتجوز واحدة ثانية أحلى منك و أغنى منك... بلاش تتغري في نفسك و تقولي خلاص 
أنا كده و مش هاممني حاجة...سيلين حضرتك ليه بتقول كده...هدى بوعيكي و بفهمك عشان إنت مش حابة 
تفهمي...جوزك بيحبك و عمل كل حاجة عشان يرضيكي فماتقابليش حنيته بقسوتك...سيلين و هي تتذكر كلام سميرة بس سيف تجوزني عشان جدو قال كده و عشان يضمن الفلوس بتاعه....مامته قالتلي كده....قلبت هدى عينيها و هي تستمع لسخافات
طفلتها الغبية طب و إنت صدقتيها... يعني رغم إنه إعترفله كذا مرة إنه بيحبك و مستحمل دلعك و جفائك معاه و برود الألمان اللي ورثتيه من ابوكي و جدتك...لسه حضرتك مش مصدقة طب بلاش كل داه مفكرتيش بينك و بين نفسك واحد زي سيف هيسمح 
بسهولة كده لحد يجبره إنه يتجوز ڠصب
عنه حتى لو كان جده...ربنا يهديكي و يكملك بعقلك يا بنتي....أنا عارفة إنك لسه صغيرةو مخالطيش ناس كثير في حياتك و دايماكنتي لوحدك بس يا حبيبتي الدنيا مش كده لازم تتعلمي تفرقي بين الصح و الغلطو مش أي حد يقلك كلمة تصدقيها...سيلين مفيش حد بيحب حد كده من غير سبب و كمان انا و سيف مش نعرف بعض كثيرة... أقصد فترة....يعني معقول بيحب انا بسرعة دي حتى آدام.... قلي إنه بيحب 
بنت...يعني هو عنده girlfriend و انا سألت سيف و هو قلي لا غلط .هدى يعني بتصدقي كل الناس اللي حواليكي
و جوزك لا....سيلين لا بس انا بفكر بعقل....هدى بغيض طب
 

تم نسخ الرابط