رواية رائعة للكاتبه آلاء إسماعيل الفصل الرابع والاخير
المحتويات
طاريء
اخذه جلال و جلسا باقرب كرسي بجانب الغرفة
جلال بص يا حضرة الضابط .. انا اعرف ياسين من و احنا عندنا 6 سنين ...هو ملوش أي أعداء أو ناس تتمنى مۏته بالعكس كل الناس بتحبه ....بس احنا ما نعرفش اي حاجة عن روز ...بس انت تعرفها كويس وعارف مين له مصلحة ف مۏتها
مصطفى عايز توصل ل ايه يا جلال
عايز اعرف اللي احنا ما نعرفوهش عشان احنا كمان ناخذ بالنا و ما نفضلش خايفين من المجهول ...زي مثلا حياة روز قبل ما تفقد الذاكرة ...يمكن نقدر نساعد بعض و ننقذ حياتهم...
فأردف جلال على فكرة انا من الاول كنت شاكك ان لهفة سيف اخوك على روز مش طبيعية ...و تاكدت من شكوكي بعد ما عرفت من أم ياسين انكم كنتو جيران
تنهد مصطفى بعمق ثم قال
سيف بيحب روز من زمان اوي ...بس هي عمرها ما بادلته الحب ده ...اتجوزت طارق و اتطلقت منه بعد ما ابن عمه القذر اتهمها في شرفها و هو صدقه
ايوة هو .... بعد ما اتطلقت طليقها عرف الحقيقة و صمم أنه يرجعها بس هي رفضت لحد ما ف يوم الحاډثة ....
تردد مصطفى قليلا و هو يتذكر ما حدث..
جلال هااا ...و بعدين
مصطفى يوم الحاډثة كان يوم كتب كتاب روز و سيف ..بس ابوها منع كتب الكتاب في آخر لحظة ...و مش بس كدة ..ده اخذها بالقوة ..و حاول يبيعها لمروان مقابل الفلوس...عشان كدة هربت من الفيلا ..و ما عرفناش نلحقها ..و الباقي عندكم
اومأ مصطفى يمكن ...المهم اكثر اثنين مشتبه فيهم هوما مروان و طارق ...سيف مستحيل يعمل حاجة تضر روز
لم يكن كل من جلال و مصطفى يعلمان بذلك الواقف خلف الباب يكاد يهوي من الصدمة من هول ما سمع و هو يهمس لنفسه پألم و يمسك بإطار الباب كي لا يقع
بقلم آلاء إسماعيل البشري
مر اسبوع بدون احداث تذكر ..نفس الروتين للجميع
كان ياسين يسأل عن روز بإستمرار و لا أحد يعطيه إجابة مقنعة ...تحدثه عبر الواتس قليلا ثم تغلق مسرعة .. تتجنب بكل الطرق المكالمات الهاتفية .. ما الذي يمكن أن يشغلها اسبوعا كاملا تغيرت معاملتها كثيرا منذ أن خرج من تلك الغرفة اللعېنة التي غيرت حياته
أكيد رجعت لحبيبها الاول سيف بعد ما استرجعت ذاكرتها
أكيد مش قادرة تواجهه انها بتحب واحد تاني و انها كانت بتحبه زي اخوها مش اكثر
اصبح شبه مقتنع بفكرة انها لم تكن له يوما .... لم تحبه يوما كان يعيد حساباته مرارا .... و يلوم نفسه مرارا ...على تعلقه بالمجهول
يفصلهم طابق و عدة غرف فقط و مع هذا تشعر بأنهما بعيدين جدا .. كنجمين .... متجاورين .. لكن بينهما عشرات السنين الضوئية ...تعلم أنه بائس من دونها لكن ليس بوسعها فعل شيء .
اليوم قد سمح لها الطبيب بمغادرة غرفتها ...تستطيع زيارته لكنه حذرها من إجهاد نفسها .
كان جلال يتجنب زيارته كيلا يضطر لمجابهة اسئلته التي لا تنتهي .. لم يكن يعلم أنه قد أخذ إجابته يومها
لا ينفك يحدث نفسه و يقنعها بسيناريوهات عقيمة
هي قد وجدت أخيرا حبيبها ....تذكرت حياتها السابقة ...لم يعد هو يشكل بالنسبة لها سوى ذكرى ... لا يعرف حتى ان كانت ذكرى جميلة او لا
أخيرا تستطيع رؤيته ...ستزور حبيبها أخيرا
رافقتها شيماء و هي تستند عليها حتى وصلت الى غرفته
تجنبت شيماء الدخول ...ترجتها كثيرا ألا تتركها بمفردها
فلم تكن تقو على تلك المواجهة ..كانت تتجنب رؤية كسرة القلب التي من المحتمل ان تراها في عينيه .
كان بإمكانها مكالمته لكنها لم تكن تستطيع الكذب عليه
كانت ستنهار و تعترف بأنها تشتاق اليه پجنون ...لذا تعمدت القسۏة مع أن قلبها يعتصر ألما أكثر منه
دخلت بهدوء و بطء
بقلم آلاء إسماعيل البشري
كان ينتظر زيارتها منذ الصباح فقد اخبرته شيماء بذلك
يشعر بأنه لم يرها منذ دهر ...لا يصدق أنه مجرد اسبوع فقط
وقفت من بعيد قائلة
مساء الخير.....الحمد لله على سلامتك
اقتربت بهدوء ..كان ينتظر منها تلك اللهفة التي تعود عليها
لكن مهلا ! تبدو هادئة .. اكثر من العادة ... تمشي ببطء ېمزق قلبه ..شاحبة ..و ملامحها باهتة على غير عادتها....كأنها خسړت على الأقل خمسة كيلوغرامات من وزنها في اسبوع فقط ! لا تبدو بخير حتى و لو كانت تحاول أن تبدو كذلك
جلست بالقرب منه و هي لا تجرؤ على النظر في عينيه
تكلمت بتحفظ بصوت متقطع حتى لا تبكي لوعتها
حاسس بنفسك احسن دلوقت
ياسين بسخرية موجعة الحمد لله... ان شاء الله تكون اعصابك بقت احسن دلوقت
ابتلعت غصة ثم اكملت انا بخير ...أهم حاجة ان انت قومت بالسلامة .
تمتم بهمس مع نفسه لكنها سمعته مش باين ابدا انها اهم حاجة
حاولت تغيير الموضوع
الدكتور قال هتقدر تطلع بكرة ...يعني الحمد لله هتكون وسط اهلك و احبابك مش احسن من رقدة المستشفى
ابتسم بسخرية و لم يعقب كان يفكر بداخله
اي مكان لست فيه يكون سجني
بعدك عني غربتي ....
لم اعد أجد راحة بدون عينيك ...
حكمت عليا بالغربة وسط احبتي بغيابك
نظر الى يدها بۏجع و هو يراها خالية
ياسين اومال فين الاسورة اللي ادتهالك
ضغطت على يدها بۏجع ...تذكرت مروان القذر الذي اقتلعها بقوة من يدها و اتلفها .. لم يتسن لها أن تصلحها بسبب كل هذه الأحداث ... لكن كل ما كان يربط على قلبها هو تلك الاسورة التي كانت ټحتضنها بحب بجوار قلبها كل يوم حتى تستطيع النوم .. تستشعر من خلالها قربه . و ريحه و دفءه ... وعدته بأنها لن تنزعها من يدها مهما حدث ...لا يعرف انها تحملها بجوار قلبها
اجابت بهدوء لا يعكس أبدا ألمها الداخلي
احم اتقطعت مني ...و لسة ما صلحتهاش
بقلم آلاء إسماعيل البشري
الهذه الدرجة قد نسيته !! لم يعد لأي شيء منه قيمة عندها الهذه الدرجة قد قست عليه !!
حاولت طي هذه الزيارة التي باتت موجعة لكليهما ...و نقصد الوجعين النفسي و الجسدي
طب اسيبك ترتاح دلوقت ..بكرة هيكتب لك الدكتور على اذن الخروج هأبقى ارجع بكرة مع شيماء و ماما عشان نساعدك
ياسين مفيش داعي تتعبي نفسك
قامت تجر الخطى خرجت من تلك الغرفة و هي تجاهد لكتم دموعها التي تهدد بالانهمار
خرجت أخيرا و تحطمت كل الحصون و سقطت كل اقنعة القوة
متابعة القراءة