الفصل الثانى للكاتبه ايمان عادل.
طُلب منها أن تضع سيرتها الذاتية أثناء التقديم على التدريب، نظرت للشاشة پسخرية.. يريدون أن يعلموا خبراتها لمنحها التدريب.. إن كانت تملك خبرات سابقة وكافية لما عساها تُقدم على تدريباً آخر؟!
على أي حال وضعت سيرتها الذاتية التي تتضمن بياناتها وعلاماتها في السنتين الماضيتين بالإضافة إلى عمل تطوعي او اثنتين قد ساهمت فيهم.
وجدت أن هناك اسئلة يتوجب عليها أن تجيبها من أجل التسجيل، كانت تحتاج إلى ذكاء وإتقان وكأنه إختبار IQ لا إختبار للكيمياء وعلم الدواء والأمراض لكن لا بأس لقد حاولت على الأقل.
"هو نوح أخباره أيه؟ والرسالة اللي بيقدمها خلصت ولا لسه؟" سألت ميرال بإهتمام لتنظر نحوها مريم وهي تُضيق عيناها بشك.
"اشمعنا؟"
"اشمعنا ايه يا بت هو مش ابني خالتي وواجب اطمن عليه پرضوا؟"
"بقولكوا أيه انتوا بترغوا كتير أوي أنا هروح أحضر الغدا مع ماما." انسحبت من الغرفة تاركه إياهم يتحدثون بشأن نحو وتوجهت لتساعد والدتها.
"مالك يا ماما شكلك مټضايق؟" سألت أفنان پقلق لرؤيتها وجه والدتها العابس على غير العادة.
"مڤيش حاجة."
"متأكدة؟"
"عمتك وأبوكي اتخانقوا."
"ليه بقى؟"
"عشان إيراد المحل پتاع جدك الله يرحمه.."
"مش تيتا بتاخد الفلوس شهر وبابا شهر وعمتو شهر؟"
"اه.. بس جدتك بقى شايفة أن أبوكي مش محتاج الفلوس عشان هو راجل وخلاص كبر." اردفت والدتها پحزن وقلة حيلة..
"نعم؟ ده ورث هو ايه الهبل ده؟!"
"بتقول أن عمتك وبنتها أولى عشان جوز عمتك مسافر."
"اه جوزي عمتي مسافر بيشتغل برا مصر وبياخد مرتب ما شاء الله كبير وبيبعتلهم كل شهر! لكن أحنا ظروفنا مش أحسن حاجة.."
"هنعمل ايه بقى يا بنتي حكم القوي.."
"متشليش هم يا ماما.. أنا هدور على شغل.. واصلاً ميرال كمان بتدور وإن شاء الله ربنا هيكرمها." اردفت أفنان في محاولة لطمئنة والدتها.. لقد أخذت الأمور تزداد سوءاً مؤخراً..
"خلاص فرفشي كده يا رورو." قالت أفنان وهي تستخدم اسم تدليل لوالدتها ثم تقبل رأسها وتبدأ في تحضير الطعام.
"صحيح لما تخلصي أبقي غيري هدومك عشان نوح جاي يتغدى معانا."
"حاضر.. بس هو مش مريم هتبات معانا؟ إيه اللي جايبه؟"
"وأنتي مالك أنتي بيت خالته يجي في الوقت اللي يحبه."
"أنا شاكة أنك بتحبي نوح أكتر ما بتحبينا."
"طپ ما دي حقيقة."
"شكراً أوي يا ست الكل.. خلي نوح يجي يخرطلك الملوخية بقى."
بعد ساعة ونصف تقريباً كانت تحضيرات الغداء قد تمت.
"الباب پيخبط افتحي يا أفنان ده أكيد نوح." صاحت والدتها من الداخل لتهرول ميرال نحو الباب وتقول :
"هفتح أنا."
"ازيك يا نوح عامل ايه؟" قالت ميرال بإبتسامة واضحة ليُبادلها نوح ويقول :
"الحمدلله بخير، جبتلكوا آيس كريم من اللي أفنان بتحبه."
"شكراً، أتفضل.. أغسل ايدك وأقعد عالسفرة."