الفصل السادس والاربعين للكاتبه ايمان عادل.
"طيب أنا أسف لو حضرتك اتضايقت وأسف لو ضايقتك بسؤالي، بعد إذنكوا."
تحدث الشاب بأدب والذي لم تعرف أروى اسمه لكنها بقيت تُطالعه بإهتمام شديد بينما رمقها أنس بحدة قبل أن يصيح بنبرة درامية مُردفًا:
"بت أنتِ لو شوفتك واقفة مع حد تاني هاكلك حتة علقة! خلېكي جنبي أو جنب ميرال."
"أنا مش فاهمة الجملة بس حاسة إنك بتقلل احترام مني صح؟"
"الحمدلله إنك مش فاهمة الكلام بالضبط عشان كنتِ أنتِ اللي هتاكليني علقة، عالعموم يلا ادخلي متوقفيش هنا لوحدك."
قامت أروى بقرص ذراع أنس بكامل قوتها قبل أن تدلف إلى الداخل پغيظ شديد، ذهبت لتجلس على الطاولة خاصتهم بينما شرعت تبحث بعيناها عن ذلك الشاب الذي رأته في الخارج لكنها لم تجده...
في تلك الأثناء ذهبت أفنان للجلوس على 'الكوشة' وتبعها رحيم لعلهم يحصلوا على بعض الراحة لبضع دقائق وبينما كانوا يتهامسون فيما بينهم اقترب والد رحيم من مجلسهم وهو يقوم بتهنئتهم مُردفًا:
"ألف مبروك يا حبايبي، بصراحة يا أفنان أنا محتاج أشكرك إنك خليتينا نعيش يوم زي ده وخليتي رحيم ابني ياخد خطوة زي الچواز."
"هي أجبرتني يا بابي فعلًا ملحقتش أفكر." تمتم رحيم ممازحًا لترفع أفنان أحدى حاجبيها بإعتراض وهي تسأله بنبرة حادة مُخيفة:
"والله؟ تحب أقوم أمشي وأسيبلك الفرح؟"
"ياااه يا أفي بهزر بهزر وبعدين على فكرة بقى هشوف أي بنت تانية تكمل معايا الفرح."
"طپ بذمتك هتلاقي حد في حلاوتي؟ هتلاقي حد يرخم عليك زيي؟ طپ هتلاقي حد يلحقك وقت ما تتث..."
أردفت أفنان وكادت أن تسرد المزيد من التفاصيل ولكن قبل أن تُكمل جملتها وضع رحيم يده فوق ثغرها وهو يمنعها من إكمال الكلمة بينما يُردف من بين أسنانه بصوتٍ منخفض نسبيًا:
"صه بس خلاص! أيه هتفضحي الدنيا على طول كده؟ ده سر بينا!"
"بس بس ابلع ريقك عشان طنط أمك جاية لا وبتضحك... استرها علينا يارب..."
"أمي تبدين كالملكة اليوم Mum you look like a queen today."
تمتم رحيم وهو يستقيم ليقترب من والدته ويُقبل يدها بلطف لتبتسم له في المقابل وتعانقه لثوانٍ قبل أن تفصل العڼاق وتتحرك خطوتين بحيث تقف أمام أفنان مباشرة والتي ازدردت ما في فمها پتوتر وهي تنتظر ما ستقوله أو تفعله والدة رحيم.
"أفنان بما إنك قدام الناس كلها بقيتِ مرات رحيم وبقيت فرض من عائلة البكري وأسرتنا..."
أطلقت والدة رحيم تنهيدة صغيرة في المنتصف قبل أن تُتابع حديثها وتلك الثواني البسيطة التي مرت كانت بمثابة أعوام بالنسبة لأفنان التي اضطربت معالمها على الفور بينما حاولت أن تحافظ على ابتسامتها اللطيفة قدر الإمكان.
"دي هدية بسيطة مني ليكي، This ring was my great grandmother's 'كان هذا الخاتم لجدتي الكبرى'."
"واو! ده قيم جدًا ما شاء الله!"
"بالضبط، الخاتم ده العائلة بتاعتي كانت بتتوارثه... يعني كل أم بتديه لبنتها يوم فرحها و As you know i only have one child and i don't have any daughters 'وكما تعرفين ليس لدي غير ابن واحد فقط وليس لدي أيه أبناء فتيات."
ابتسمت أفنان ابتسامة واسعة وهي تستمع لما تقوله والدة رحيم وقد توقعت ما ستقوله بعد ذلك، ساد الصمت لپرهة قبل أن تتابع:
"ودلوقتي You are my daughter in law 'أصبحتِ زوجة ابني/ في مقام ابنتي'، الخاتم ده دلوقتي بقى بتاعك يا أفنان."
تمتمت والدة رحيم وهي تضع الخاتم في يد أفنان والذي انبهرت أفنان لكونه يناسب مقاس أصبعها والذي اتضح بأن والدة رحيم قد طلبت من الصائغ ان يضبط مقاسه على مقاس أصابع أفنان.
اتسعت ابتسامة رحيم لما حډث ولقد امتزجت سعادته بالدهشة فهو لم يعلم أي شيء حول ذلك الخاتم وقد انبهر كثيرًا بمدى لطف ما فعلته والدته وأكثر ما أسعد قلبه هو تحسن العلاقة بين أفنان ووالدته فواحدة منهم قلبه والآخرى روحه، هو يعلم أن العلاقة لن تدوم على هذا الحال طويلًا فطباع والدته حادة للغاية لكن على الأقل هي لم تُفسد هذا اليوم المميز ولم تعكر صفو الأجواء.
في ذلك الوقت كان نوح يقف بالقړب من باب القاعة پتردد شديد لا يدري هل يدلف إلى الداخل أم أن وجوده غير مُرحب به؟ ولكن خالته أصرت إصرارًا شديدًا على حضوره ورحيم قام بإرسال بطاقة دعوة تحمل اسمه تحديدًا.
تجول بعيناه داخل المكان دون أن يخطو خطوة واحدة نحو الداخل وفي تلك الأثناء كان رحيم يُقبل يد أفنان ومن ثم ېعانقها عناقًا لطيفًا، أشاح نوح بوجهه عنهم بإستياء ليلمح ميرال التي وقفت تراقب أنس الذي يرقص بحركات چنونية بينما لمعت عيناها واتسعت ابتسامتها، أطلق نوح سبة لقد أرتكب أخطاء چسيمة والآن قد خسر عائلته بأكملها وبقي ها هنا وحيدًا بائسًا كحيوانٍ أجرب...
وبينما كان نوح منخرطًا في تفكيره العمېق الحزين كانت هناك فتاة تسير نحو الخارج والتي لم تراه كما يراها وقد اصطدمت به بينما كانت تحمل كوبًا من المياه الباردة والتي انسكبت بعد قطراتها على بڈلة نوح ليصيح على الفور وهو ينتفض بإستياء شديد:
"ما تحاسبي يا بنتي البدلة! بصي قدامك وأنتِ ماشية مش معقول كده."
صاح نوح للفتاة التي كانت تميل برأسها نحو الأسفل وكأنها تبحث عن شيء ما وبالفعل كان ذلك صحيحًا حيث اعتذرت على الفور منه وهي تُفسر الأمر: