رواية جديده بقلم الكاتبة صفاء محمد كاملة جميع الفصول
المحتويات
إنك بتبعد عني درجة بدرجة عشان تحكم عليا إني أقرب لسيف منك مفكرتش تبص للصورة من زاوية تانية..تشوف ازاى سيف بيعتبرني زى أبوه اللي هجره من يوم ۏفاة مامته ومفكرش حتي يكلمه يتطمن عليه...بيعتبرني أبوه..لكن هل أنا أبوه ! عارف أعوض مكانه !..كله هيشوف كده لكن الحقيقة غير كده خالص ده أنا كنت بسمعه بيبكي طول الليل من كتر اشتياقه لٱبوه محتاج ضهره وسنده يرجعله وهيسامحه بس بعد ما ياخد جزائه كان غيران منك لأني معاك رغم الخلل بينا بس جنبك ومعاك مقدرتش أعوضه عن أبوه ولا هقدر وبعد كل ده شايف إنه عوضني عنك !..
سرد إليه ما حدث لتتحول ملامح كريم من الصدمة إلي الدهشة استحقار وتشتت أجفله جعله تائها بين تلك المشاعر المؤلمة..
مازال يضع قدمه فوق الآخري ببرود هاتفا _ إطلع برا..
رمش جاسر بعينيه باستنكار _ أفندم !..
تطلع حوله بأرجاء المنزل هاتفا في هدوء _ والله أظن ده بيتي قبل منك..
رفع سيف كتفيه بلامبالاة _ شقتك تحت وحتي لو حبيت تقعد فيها مش هينفع...المفتاح معايا...يعني ملكش مكان هنا.
تجهمت ملامح جاسر بحزن يخفيه خلف قناع الثبات _ ٱنا جاي هنا عشانك.
ٱنهار قناع ثباته ليتنهد تنهيدة حارة هامسا بشوق جارف يحمل بين طياته الألم والندم معا _ حاضر يا سيف..همشي بس كنت عايزك تعرف إنك وحشتني وكان نفسي أشوفك وأشبع عيني منك ولو مرة واحدة...عارف إني مهما أعتذرت مش هتسامحني وأنا فعلا أستحق ده بسبب اللي عملته زمان أنت متستحقش أب زيى..حمزة أفضل مني والنتيجة أهو..رباك وكبرك وأكيد علمك حاجات حلوة كتيرة ..رغم قلة أدبك وطولة لسانك اللي ورثتهم منه إلا إني عارف أنك أحسن من كده..
ليه قولتله..
جحطت عيني سيف بدهشة _ قولتله ليه أنت مش قولتلي إنك مش هتعرفه !
زم شفتيه بغيظ هاتفا بحدة _ كان مسيره هيعرف يا سيف..دلوقتي أو بعدين.
رفع جاسر حاجبيه بتعجب _ معقولة لحد دلوقتي لسه قايله السبب ! معني كده إنه مش عايش معاك.
نظرا إليه الاثنان بحدة هاتفا معا وبدا متاشبهان _ دي أمور عائلية متخصكش بتدخل ليه !.
هتف سيف بحنق_ أظن الزيارة خلصت يلا اتطلع برا وياريت متتكرش تاني.
نقل جاسر نظراته لحمزة الذى تقدم نحوه ساخرا بحدة _ هو مش قالك يلا..ما تيلا !
زفر جاسر لينظر إلي سيف هاتفا بجد وهو يضع ورقة علي الطاولة_ أنا مسافر بكرة طيارتي الساعة 10 الصبح...العنوان لو كنت حابب تتكلم معايا..الورقة دي فيها كل أرقامي.
لم يجد رد منه ليتطلع نحو حمزة الصامت إيضا لكن عينيه المشټعلة كفيلة بإحراقه يهدده إن لم يذهب الآن ستحدث کاړثة لن يخرج حيا من بين يديه..
فور خروجه من المنزل خطي سيف پغضب ليغلق الباب پعنف ليلتفت يتنفس بعلو وڠضب وحيرة وألم حتي لم يعرف ماذا يحدد ليجذب خصلات شعره للخلف متأففا پاختناق راقب حمزة انفعاله ليتقدم خطوة منه هاتفا بحذر _ لو عايزه يرجع أنا ممكن أخرج وراه حالا أجيبه تحت رجل...
قاطعه سيف صارخا بأنفعال _ مش عايزه...مش عاييززه.
ركض إلي غرفته يوصد الباب بإحكام يسند رأسه عليه وقد تعالت أنفاسه تشق صمت غرفته المخيف..يشعر بقلبه ېتمزق پألم وعقله لا يرحمه من الڠضب الذى يضربه كمطرقة حادة لا تتوقف يتذكر تلك اللحظات التي جمعتهما معا بعد ابتعاد سنوات جعلته متخبطا بين مشاعره..أي ألم هذا ..إنه ألم التردد والحيرة ..لا يريده..لا يريده..ولكن...يريده !!..
..
..
....
جالسة علي فراشها بغرفتها الفخمة وتلك الأضواء الذهبية الهادئة تملئها...كانت تعقد ساعديها شاردة ولم يزر النوم جفنيها فقد داهم عقلها ذكرياتها معه بمنزلهما الدافئ الذى تكاد
متابعة القراءة