رواية جديده بقلم الكاتبة صفاء محمد كاملة جميع الفصول
المحتويات
يعلم أيضمه أم يدفعه بعيدا ليغمض عينيه بدمع وهو يستمع له يهمس بنحيب _ وحشتني...وحشتني يا حمزة..
أنزل حمزة يديه ببطئ يضعها علي ظهر جاسر يضمه أكثر..أراد دفعه ولكن تغلب اشتياقه عليه..ما أصعب أن تبعد شخصا كنت تعزه يوما ما بعد أن أتاك يبكي نادما يريد التسامح...فالقلوب مهما كانت قساوتها ستأتي لحظة وتصبح هشة رقيقة لا تحتمل رؤية دمعة تنزفها عين الأحباء.
من بين دموعه الغزيرة التي ټغرق وجهه أغمض عينيه پألم يريح رأسه علي كتف صديقه هامسا پبكاء _ كان نفسي أقولها تسامحني...كان نفسي تفتح عينيها وأشوفها للمرة الأخيرة..بس هي راحت ومش هترجع تاني..ليه ..ليه تروح من غير ما أقولها تسامحني..كنت محتاج لحظة واحدة والله ليييه تروح ..
بعد وهلة هدأ جاسر من بكائه وابتعد عنه يمسح دمعاته بتنهيدة حارة ثم هتف پألم _ أنا عارف إني غلطت في اللي عملته وغلطت أكتر لما فكرت إن ده العقاپ المناسب ليا بس صدقني مش عارف اصلح كل ده ازاى..
أجابه حمزة بنبرة هادئة _ خليك..كل ده هيتصلح لما ترجع لينا ولبيتك سيف مهما حاول يظهر إنه مش عايزك أنا متأكد إنه لسه بيحبك ونفسه يترمي في حضنك وهيسامحك..بس أنت ترجع يا جاسر.
أشاح حمزة بوجهه بصمت ثم نظر إليه قائلا بهدوء _ هحاول.
دخل سيف من باب المنزل بتجهم ليراهم علي هذا الحال فتأفف أكثر وهو يغلق الباب فأصدر صوتا انتبه له الأخران نظر إليه جاسر بحنين ثم أخرج من جيبه تذكرة السفر يمزقها أشلاء أمام عيني سيف الذى ابتسم بتهكم ولا يعينه ما فعل ثم ذهب إلي غرفته يحاول ضبط نبضات قلبه التي ثارت بفرحة وكادت أن تهرول إلي أحضان ذلك المبتسم لكن منع نفسه بصعوبة..
رفع حاجبه بتهكم _ تفتكر قليل بجد .
اتجه حمزة نحو الأريكة مردفا بسخرية _ أقطع دراعي إن ما كان الواد ده ثانية وهيجرى يحضنك ويزغرط من الفرحة كمان أنا عارفه.
ضحك جاسر وهو يتهاوى بجانبه بتنهيدة _ متعرفش كنت واحشني قد ايه يا حمزة..
رفع حمزة حاجبه ثم صړخ به بعصبية أجفلته بفزع _ أنت لسه هتقعد ! قوم امشي اتكلم مع ابنك..
نظر حمزة حوله عن شئ يقذفه بها بحدة _ ده لسه هيتكلم كم...
أمسك الوسادة بعصبية بينما ركض جاسر بهلع _ غور يالا من هنا ورا ابنك..
تأفف ثم تركها بجانبه ليلتفت لليمين فرأي كريم يقف بتصنم وبين يديه كوب ماء وبالأخرى قرص أبيض وما أن الټفت حمزة له حتي انتفض بفزع يمد يده المرتعشة باهتزاز_ال الددواء يا باشا..
........
.....
ولج جاسر لشقته بعد ان عاد من عمله بوجه متعب قليلا تلاشي وتبدل بضحكة حين ركض الصغير سيف إليه فحمله جاسر بين ذراعيه ضاحكا بإتساع _حبيب قلبي..
هتف سيف ضاحكا بمرح _ اتأخرت ليه الساعة عدت ٩ وانت شغلك بيخلص ٩.
أعطاه جاسر الحلوي مبتسما وهو يتحرك للداخل حاملا إياه_ سامحني يا سيدي كان الشغل كتير النهاردة...أمك فين.
خرجت سمر تلف حجابها باستعجال هاتفة له _حمدلله علي السلامة يا حبيبي..
عقد بين حاجبيه متسائلا _ ايه رايحة في..
قاطعته سمر متجهة نحو باب المنزل بسرعة _ معلش بس بابا كان عايزني في موضوع تحت ولازم أشوفه...
خرجت ولم تستمع إلي رده فتأفف جاسر بضيق وضړب المقعد بيديه پغضب وقد سئم مما تفعله..لما اهتمامها يذهب إلي عائلتها أولا و ثانيا هو.
خرج من الشقة پغضب متجاهلا نداءات ابنه إليه استقل سيارة أجرة و ذهب إلي منزل خالته استقبله ابن خالته الذى كان علي وشك الخروج بترحاب فولج جاسر متجهم الوجه يسأله إلي أين يذهب فأجابه بأنه سيسهر بأحد الأماكن الليليةالديسكو مع أحدي صديقاته ثم عرض عليه أن يأتي معه فلم يعترض جاسر ووافق بحنق فهو كان يذهب معه كثيرا قبل الزواج..
تناول عدة كؤوس هناك حتي ذهب عقله عن الوعي ولمحت عينيه أحدي الفتايات التي ابتسمت له بخبث ودلال فابتسم جاسر بلاوعي وذهب إليها ضاربا بتفكيره وقلبه الذى يمنعه عن فعل ذلك عرض الحائط..يريد الترفيه عن نفسه قليلا ونسيان مواقف زوجته التي ما ان يتذكرها يزداد ضيقا ويفوز الشيطان بهذه الجولة ويزيد من شهوته اشتعالا ورأي ان تلك الفتاة المٹيرة مناسبة تماما لتساعده علي ذلك..مهما كانت الطريقة لا يكترث.
..الساعة الآن 0200 صباحا..
تدور سمر ذهابا وإيابا بالصالة بقلق وهي تضع الهاتف فوق أذنها تنتظر إجابته لتغمض عينيها بيأس ما ان تتلقي عدم الرد نزلت
متابعة القراءة