رواية جديده بقلم الكاتبة صفاء محمد كاملة جميع الفصول

تبقي ساهلة فى حياته إنما اللي زيي لو حاول عمره كله يسهل حياته في الدنيا ومع الناس دي مش هيقدر والدليل اهو ابني الوحيد بعيد عني من ١١ سنة ونادرا لما بشوفه بالسنة ونتقابل زي الأغراب ده والأغراب أحسن كمان..
اذدرد كريم ريقه پألم _ ولما جيت بعد سنتين ليها تتكلم معاها إنك تاخدني سيبتني ليه ! صدتني عنك ليه !
تنهد حمزة بندم يخفيه متذكرا تلك الليلة التي أزادت علاقتهما فوق البعد بعدا _ لأني شوفت بعينك نظرة مقدرتش أحرمك منها ومقدرتش أنساها شوفتك اتعودت علي حياتك في قصرها والعز والهنا اللي كنت فيه شوفتك متردد إنك تعيش معايا وتسيب اللعب الحلوة معاها وترجع للكام لعبة اللي بجيبهم لك من مرتبي كان لازم أصدك عني وأبعدك وأقولك إني مش عايزك تعيش معايا لأني زهقت منك وأنت حمل عليا كان لازم أعمل كده عشان أسيبك تتهني بحياتك وتكبر في الدنيا الصعبة دي مرتاح حتي لو هتكرهني او تبعد عني هستحمل لأنك بخير وده كل اللي يهمني في الدنيا يا كريم..
أخفض كريم رأسه يمسح تلك الدمعة التي فرت من عينيه پألم ولا يستطيع التفكير بما يفعل الآن تمالك حمزة ذاته رغم عينيه التي لمعت بالدموع لكنه ليس عليه بأن يضعف أمامه وقف بجسده القوي يرتدي سترته الجلدية فوق قميصه الأبيض الآنيق يهتف بجدية _ كفاية كلام لحد كده وقولي تعرف
عنوان الحيوان ده بالضبط 
وقف كريم يعدل من وضعيه نظراته يغمغم بترقب_ آآ أيوة هتعمل ايه !
ابتسم بتهكم ليجذب يده بحدة يردف بشړ _ هرجع حق إبني..
  
وقع جاسر علي الأوراق ليسلمها للسكرتيرة التي تقف بجانبه ثم هتفت بجدية _حضرتك عندك معاد دلوقتي مع..
أشار بيده وهو يريح ظهره للخلف زافرا _ لا لا الغي بقية المواعيد كلها كفاية كده النهاردة..
هتفت السكرتيرة بجدية تسأله _ طب وبالنسبة لصفقة حامد بيه حضرتك لازم تسافر مصر النهاردة بالليل عشان تستلم الشحنة بنفسك بكرة..
فتحجاسر جفنيه بجمود ومن داخله ينبض قلبه بصخب من سماع إسم تلك البلد التي ما ان ذكر إسمها يزداد نبضاته...اااه حقا يريد رؤيته ولو لمرة واحدة يعلم إنها مجازفة لكن يكفي رؤيته بعد ان نضج الآن ولم يعد ذو العشر السنوات الذى تمسك بقدمه يبكي مترجيا إياه بأن لا يتركه ليخذله هو ويتركه للأبد...حتما ستكون مواجهته صعبة وكلام أصعب بشدة !..
فاق من شروده علي نداءها له بتعجب ليطلق جاسر تنهيدة مردفا بجدية_ كلمي شركة الطيران تحجزلي علي أول طيارة النهاردة..
اومأت بهدءو لتخرج من المكتب بينما جاءت عينيه علي حاسوبه حيث إسم شركته اللامع بمنتصفه Jasser Nassar Group ...ابتسم پألم يعتقد بداخله مؤكدا إن صغيره يكره ذلك الإسم الذى ارتبط بخاصه مدى الحياة..
ازدادت لحظة اشتياقه ليجذب هاتفه سريعا يبحث عن اسم أحدا إشتاق لسماع صوته العصبي ليرفع الهاتف فوق أذنه ينتظر رده بقلب متلهف..
...
..
...
كان يجلس بسيارة الآجرة يقبض علي كفه پغضب يجد صعوبة في كتمه بينما يجاوره ولده الذى ابتعد عنه بقلق من هيئته داعيا بداخله أن يمر اليوم بسلام. قطعت لحظات الصمت تلك رنة هاتفه ليخرجه حمزة من سترته ينظر إلي من يتصل قبض علي شفتيه پغضب أكبر يغمغم _ اه ما هي المشاكل لازم بتيجي ورا بعضها..
رفع الهاتف لأذنه يهتف بحدة _نعم..
ابتسم جاسر بخفة _ كنت متأكد إنك هتكون متعصب..
جز حمزة علي أسنانه يجاهد لكبح زمام أعصابه لكنه فشل _ أنا دلوقتي في قمة تعصبي فلو مخلصتش وقولت عايز ايه انت الجاني علي روحك...
ضحكجاسر رغما عنه هاتفا بتهكم _ أنا مش فاهم أنت مش مهدي أعصابك ليه أنت مش عندك الضغ..
صرخحمزة بعصبية جعلت السائق تتوسع عينيه بفزع من ذلك المچنون العصبي وانتفض كريم لأثرها_ ايوة متزفت عندي الضغط ماهو منكم واللي بتعملوه فيا..
كتم جاسر ضحكاته وكم اشتاق لاستفزازه ليتأفف بغيظ ولمحة اشتياق ظهرت بنبرته_ طب اهدي خلاص واسمعني...سيف عامل ايه !..
ضحك حمزة بسخرية _ سيف ! وانت مالك وماله! اه صح افتكرت تقريبا كان ابنك وحاليا بقا ابني يعني ملكش حق تسأل عليه بصفة الأبوة دي..
قبض علي كفه پغضب يغمغم _ يعني ايه الكلام ده يا حمزة !
تأفف حمزة بحدة _ يعني الأب لو عايز يتطمن علي ابنه يكلمه او يجيله بنفسه ويشوفه لو كويس ولا لأ وإلا ميستحقش طرف اللقب ده مش بيتصل بحد يتطمن عليه اسمع يا جاسر لأن شكلك مسمعتش من المرة الأولي سيف ابني من يوم ما انت سيبته ومسألتش فيه يعني انت نكرة بالنسباله..مجرد اسم ورا اسمه فى البطاقة وأنا المسئول عنه لأخر يوم فى عمري وبما اني بصفة ابوه بقولك اهو...ابعد عن ابني يا جاسر يا نصار وإلا هخليك نكرة من الحياة كلها مش من حياة ابنك بس  فاهم !!
أغلق الهاتف بعصبية وأنفاسه تتعال ليلاحظ نظرات