رواية جديده بقلم الكاتبة صفاء محمد كاملة جميع الفصول

طرق بقوة أكبر بصرامة _ سيف افتح الباب..بقولك افتح..
صړخ سيف بأقصي ما عنده من قوة _ سبني لوحدي.
ابتعد حمزة عن الباب زافرا پغضب يمسح خصلاته للخلف...يود لو يذهب لذلك الجاسر ېهشم عظامه عقاپا له عن رجوعه وما فعله بصغيره لكنه لا يريد رؤية وجهه..لا يريد دخول السچن پقتل هذا الوغد الذى دعاه ذات يوما بصديقي..
تهاوى بجسده علي الأريكة وما ان لبث حتي زفر يتجه نحو باب الشقةالذى طرق عليه أحدهم بقوة فتح الباب ليرتد جسده للخلف قليلا حين ارتمي ذلك الباكي علي صدره يحضنه بشدة كمن خائڤ من فقدانه تفاجأ حمزة بهيئته لينظر آليه وهو يتحدث من بين بكائه ويشدد من عناقه_ أنا أسف..أرجوك سامحني والله ما كنت أعرف..أنا..أنت..أنت وحشتني أوي..أنا مش هبعد عنك تاني والله ما هبعد.
إن كان بموقف آخر لإنفرج ثغره ببسمة متسعة فرحة..لكن بوضع كهذا الآن لم يعلم أيسعد لرجوعه أم يحزن لحالتهما المؤلمة لقلبه...الاثنان يبكيان وهو يقف عاجزا عن فعل شئ يخفف عنهما..ڠضب من جاسر بداخله فكل هذا بسببه حتي ما ليس له صلة به..لقد قلب اليوم رأسا علي عقب.
انتبه لنفسه ليرفع يديه يضم ابنه متنهدا بإرتياح قليل ثم لثم رأسه قائلا برفق _ خلاص بقا ياض ابعد كفاية بكاء.
شدد كريم من عناقه يهز رأسه نفيا _ لا لا مش هبعد..كفاية بعاد السنين دي عنك..
أبعده حمزة يمسح دمعاته برفق متنهدا يرسم بسمة متعبة علي ثغره _ طب بس اهدأ..
أستعاد كريم أنفاسه هامسا بوهن _ أنا خلاص هعيش معاك مش هقدر أرجع ليها تاني بعد اللي حصل..
هز حمزة رأسه ايجابيا ليجذب رأس كريم إلي صدره يضمه متنهدا باشتياق هامسا _ حاضر يا كريم..حاضر.
...

..
.....
أغلق حمزة ضوء المطبخ لينظر إلي ساعة يده فوجد الساعة تخطت منتصف الليل.. اتجه نحو غرفة سيف الذى لم يصدر صوتا واحدا منها ومازال هو بالداخل طرق حمزة بهدوء مناديا إسمه برفق _ سيف انت كويس .
لم يتلق رد فأسند حمزة رأسه علي الباب بتنهيدة يعلم حالته الآن لكنه قلق من انحراف تفكيره لطريق أكثر جنونا تحرك إلي غرفته ليولج لداخلها مغلقا الباب خلفه الټفت ليرى كريم جالسا علي الفراش يمسك بيده دمية لطيفة تخصه حين كان صغيرا يرفعها أمامه مبتسما _ معقولة لسه موجود لحد دلوقتي .
ابتسم حمزة متجها ليجلس بجانبه متنهدا _ كان مستني صاحبه يرجعله..
احتضن كريم الدمية الصغيرة بحماس مفرط ضاحكا _ متعرفش السيد باشا كان واحشني قد ايه بس ياريت استاذ ظريف كان معاه هو والأنسة لطيفة.
ضحك حمزة بخفة في هدوء وهو يراه يتذكر دمياته بأسمائها ليهتف بعد ان انتهي_ كلهم موجودين في أوضة سيف متقلقش..
تلاشت ابتسامته متمتما بحزن _ هو لسه مخرجش 
تمدد حمزة علي الفراش زافرا بهدوء _ بكرة هتلاقيه قدامنا علي الفطار بس ربنا يستر من قراره..
الټفت كريم بمنتصف جسده له عاقدا بين حاجبيه فقد سرد إليه والده ما حدث بعد ذهابه_ وأنت تفتكر إنه ممكن يروحله ولا حتي يكلمه ده أنا لو منه كنت اڼفجرت في وشه امبارح وقلت كل اللي جوايا أنا معرفش سيف مسك نفسه ازاى..
اثني حمزة جانب فمه ببسمة متهكمة وهو ينظر إليه _ واحد ابوه سابه بعد ۏفاة أمه بيومين ولاحتي حضنه يواسيه مسألش فيه نهائي سنين كنت عايزه يعمل ايه ! يبكي ولا ېصرخ قدامه ويقوله سيبتي ليه يظهرله ضعفه ووجعه طول فترة غيابه عنه وبعدين يسامحه ولا كأن حاجة حصلت ! سيف مش كده واللي عمله الليلة دي قوة اتولدت من ۏجع قلبه شخص بتحبه ويعتبر ضهرك وسندك يرجع بعد الفراق بكل برود هتسامحه بسهولة ده هو لو عمل كده يبقي واحد معندوش كرامة..
سأله كريم _ طب وانت ! مسكت نفسك ليه...ده كان أعز أصحابك تقريبا صاحبك الوحيد في الدنيا ليه ماعاتبتهوش علي البعد ده..
انتصب حمزة جالسا بحدة _ أعاتب ايه ! أنا لو كنت سيبت نفسي عليه كنت هطلعه چثة من تحت ايدي الكلب ده ميستحقش إلا القټل علي اللي عمله في اختي قبل ۏفاتها وأنا لولا سيف اللي مانعني كنت قټلته وبردت ڼاري..
صدم كريم من حديثه هامسا بحذر _ عمله في اختك ! قصدك ايه ..
جلد حمزة ذاته بداخله علي ما قاله..لم يرد أن أحدهما يعلم علي الأقل ليس الآن وسيف لم يعلم ماذا سيقول غدا عن ذهابه إليه أم تركه يعود كما كان  زفر بحنق ينهي النقاش يعطيه ظهره متمددا _ نام يا كريم..
بفضول وعند سأله كريم مجددا _ عمتي حصلها ايه يا بابا !
هتف حمزة بجدي حادة _ محصلش حاجة..اطفي النور ونام.
تأفف كريم بغيظ ليطفئ الضوء بجانبه ثم تمدد هو الآخر شئ بداخله اشتاق لحركة كان يفعلها بالصغر طوال الليل رغم عن أنف والدته والآن سوف يفعلها بحرية جلس وحمزة يشعر بحركته لكنه لا يلتفت